بعد انتهاء معركة القرضابية وإلحاق الخسارة الفادحة بالايطاليين، تمت محاصرة الحامية الايطالية التي كانت في بني وليد بقيادة بريجنتي والتي تعد 2500 جندي من بينهم 730 من الايطاليين، والبقية بين أفارقة وعرب وليبين كمجندين لخدمة الملك، وكانت تلك الحامية موجودةً في قلعة بني وليد.
حاولت ايطاليا فك الحصار عن الميجور بريجنتي وذلك بإرسال قوة تتألف من 1700 جندي بقيادة الكولونيل نوري الذي تحرك من زليتن، ولكنها ردت على أعقابها في الطريق ولم تتمكن من فعل أي شيء.
ظلت هذه الحامية تعاني ويلات الحصار وترفض الاستسلام، وفي بداية شهر يوليو من عام 1915 حاول بريجنتي فك الحصار واقتحام المجاهدين المرابطين خارج القلعة ولكنه تكبد خسائر كبيرة جداً، و تقول بعض الروايات ان القوة التي خرجت من القلعة تقدر بحوالي 450 جندياً ولم يعد منهم سوى 200-250 وبهذا فشلت محاولة الاقتحام.
قرر بريجنتي الاستسلام و أتضح فيما بعد انه كان قد أبلغ رؤسائه بأنه سيقوم بالتسليم في الصباح بعد أن يقوم بتخريب جهاز اللاسلكي، وكشفت المراسلات التي تم العثور عليها لاحقاً قدر المعاناة التي كان يعانيها هو وجنوده و أن الحكومة الايطالية طلبت منه التسليم ولكنه لم يكن موافقاً على ذلك، وأخيراً لم يجد بُداً من الاستسلام وأعلن استسلامه في 7 يوليو 1915 وليبقى أسيراً في بني وليد حتى مات منتحراً بعد سنة من أسره.
نقل جراتسياني آخر رسالة قام بريجنتي بإرسالها نقتبس منها:
" بعد بضع ساعات أو في صباح الغد على الاكتر، ستتوقف المحطة اللاسلكية. وإني قبل أن أنتزعها وأنا في شدة الألم أرسل الى سعادتكم تحياتي وتحيات كافة المقاومين عن بني وليد والتي شاء القدر أن تذهب مقاومتهم أدراج الرياح"
قام جراتسياني بعد احتلال بني وليد باستخراج رفات هدا الايطالي( النتن) وتم نقلها الى مقبرة الجنود الايطاليين في طرابلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق