الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

وادي دينار..حكايات وأخبار



بقلم: ولد الأجواد

وادي دينار عرفه الليبيون والصحفيون، وتكرر ذكره في معظم القنوات العالمية إبّان معارك السيطرة على بني وليد بين جيوش الثوّار المسنودة بطائرات حلف الشمال الأطلسي من جهة، وبين أهالي مدينة بني وليد من جهة ثانية، اشتهر هذا الوادي بأنه شهد المواجهات الأعنف في تاريخ الحرب الليبية الأخيرة حيث عجزت الجيوش المهاجمة بعتادها وعدادها عن تجاوز هذا الوادي والدخول للمدينة الذي يمثل هذا الوادي بوّابتها الشمالية.

لكن معركة أبناء بني وليد في هذا الوادي لم تكن الأولى، فقد سبق أن واجهوا الإمبراطورية الفاشستية المتمثلة في جيوش روما العظمى بقيادة الجنرال غراتسياني في العام 1923، ومن صدف القدر أن تكررت سيناريوهات الهجوم على البلدة البسيطة التي يقطنها 80 ألف نسمة، فقد لجأ غراتسياني الى إلقاء المناشير التحذيرية المحرضة على الاستسلام كما فعل الناتو ذات الشيء في 2011.

زحف غراتسياني كما زحفت جيوش الثوار على المدينة عبر ذات الوادي، كانت مقدمة جيوش غراتسياني من كتائب الليبيين المجندين في صفوف جيوش روما العظمى وكان جيش الناتو من كتائب الليبيين وان اختلف نوايا بعضهم إلا أن القيادة كانت للناتو.

رفض أهالي بني وليد التسليم لغراتسياني برغم أن بني وليد كانت المدينة الأخيرة الباقية خارج القبضة الايطالية في غرب ليبيا؛ وبالمثل أبى أهالي الرصيفة التسليم للثوار بعدما سيطروا على كامل التراب الليبي، وبقيت بني وليد المدينة الكاملة الأخيرة خارج حكمهم؛ إذ كانت أجزاء كبيرة من سرت تحت سيطرتهم ولم يبقى القتال إلا في حي رقم 2.

في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر، كان أهالي بني وليد على موعد مع البطولة ليجابهوا القوى العظمى في ذلك الوقت، وفي وادي دينار دارت رحى المعركة وتسابق المدافعين على أبواب الشهادة حيث يذكر التاريخ ملحمة سطرها ستّة أخوة من قبيلة تلمات - السعادات ماتوا دفاعاً عن أخيهم السابع المجروح ليكتب الله النجاة للسابع والشهادة للستة الباقين [مصدر 3]، كتب غراتسياني في كتابه "نحو فزان" حول هذه المعركة والمقاومة الشديدة التي لاقاها وكيف استخدم المدفعية لدك مواقع المجاهدين والتوغل عبر وادي غلبون مع تقدم محورين احدها من الجبهة الشرقية والآخر من الجنوبية عبر اشميخ.

روى الأجداد هذا الوادي الأشم بدمائهم الزكيّة، وخلفهم من بعدهم أحفادهم أعادوا الكرّة وكتبوا التاريخ من جديد، لم يكن دفاع بني وليد وتصديهم للغزاة من أجل حكم فرد أو الحفاظ على أركان نظام، بل كانوا يذودون عن حرماتهم وبيوتهم وأرضهم التي رفضت أن تدنسها أقدام الصليبي وأعوانه.

ولازال عبق المجد والشرف يفوح من ذاك الوادي ولازال أبناء ورفله يشعرون بعظم أمجادهم عند مرورهم به، فعلاً صدق غراتسياني حين قال: "بني وليد دردنيل طرابلس الغرب"


المصادر:
1- نحو فزان - غراتسياني
2- مدونة بني وليد
3- الحاج محمد بن امحمد الدروعي

هناك تعليق واحد:

  1. بحاجة إلى قرض، اتصل بـ WhatsApp: +91 (923) 356-1861 أو (contact@faizaafzalfinance.com). لقد حصلت على الألغام منهم. إنهم موثوقون وصادقون للغاية من البداية إلى النهاية.

    شكرًا.

    ردحذف